قارب حياة

  • المدينةغزة - دير البلح - البحر
  • التاريخ01 ديسمبر 2022
  • العائلةالمصري
  • النوع صورة
  • أرشيف لمى
نبذة

أرشيف لمى المصري 

على البحر على شاطئ غزة ، حيث تلامس القلوب حدود البحر، يرقد هذا القارب الصغير ، كما لو أنه جزء من ذاكرة المكان هو ليس مجرد وسيلة، بل قارب حياة، يحمل فوق خشبه المتعب حكايات صيادٍ غزَّي، ورحلة يوم تبدأ قبل الفجر ولا تنتهي عند الغروب. هنا البحر في غزة ليس فقط رزقًا، بل بيت مفتوح حين تُغلق اليابسة، وصديقٌ صادق حين يخون العالم. القارب والبحر، والصياد، يشكلون ثلاثية البقاء والمقاومة ( كنت في هذا اليوم قد خرجت مع صديقتي على البسكليت في مدينة دير البلح في طريقنا إلى البحر فوجدنا هذا القارب وعلى مقربة منه كان هناك عمو الصياد الذي بلا تردّد أعطاني صنارته حينما سألته هل لي بأن أجرب؟ فتفاجأت بوزنها لقد كانت ثقيلة وفعلاً تحتاج لمهارة عالية كنت منبهرة متعجبة من مدى روعته أتذكر أنني قد سألته كثيراً لكن كان يجاوبني بكل صدر رحب ودفء عن كيف تصطاد ومتى يأتي السمك وعن أفضل نوع وعن السلطعون ومواسمه إلى أن انتهى الحديث بمعرفته لوالدي وأوصاني بأن أوصل سلامه لا أستغرب ذلك فأبي كان يحب السمك كثيراً ويشتري لنا من الطازج ويعرف الصيادين في منطقتنا ) . في هذه الصورة، لا ترى فقط قارب على الشاطئ، بل ترى روحًا تنتظر الغد، ترى عناد غزة في وجه الحصار، ترى صيادًا عاد للتو من مغامرة ورحلة ومعركة مع الريح والتيار والأسماك، يحمل في قلبه أمنية، وفي شباكه ما يكفي ليعود من جديد. غزة لا تنفصل عن بحرها، فهو نافذتها المفتوحة دومًا، وحدودها الأجمل، ومسرح الألم والحنين. كل قارب فيها هو شاهد على جمال الحياة فيها . يا بحر غزة،كم اشتقت لك يا ليت أمواجك تزورني في كل مكان وتنقل لي القصص والحكايات من هناك . يا بحرنا يا حبيب ازرع في موجك سلامًا، وامنح لهذا القارب الصغير رحلة لا تُنسى، فيها رزق، وفيها دفء، وفيها وطن.

شارك

شاهد أيضاً