حمل علي شعث وطنه في عقله وقلبه أينما رحل وحل.
بدأ تفتح وعيه الوطني وهو طالب في المدرسة، واستمر نضاله من داخل فلسطين وخارجها على مدار سنوات حياته.
في هذه الرسالة يتناول ذكرياته عام 1920 وهو يبلغ من العمر 12 سنة وذكرياته عام 1929 عندما بلغ 21 سنة.
كنا وقتذاك في صميم الحرب العالمية الأولى حطم الإنكليز غزة بضربهم إياها بالقنابل من البحر ضرباً لا هوادة فيه اضطر سكان هذه المدينة المسكينة إلى الفرار " والنفاد " بجلدهم هائمين على وجوههم تاركين بيوتهم وما يملكون بسبب النار والدمار لا يلوون على شيء... وبهذا كان أهل غزة أول من عرف التشرد وخبر الهجرة... كما كانوا أول لاجئين في فلسطين.
كان التعارف من أجل الزواج في ذلك الزمن يعتمد على ترشيحات الأقارب والمعارف، وبهذه الطريقة تعرّف علي على سميحة، إذ تصادف أن سميحة _الفتاة البيروتية_ تزور شقيقتها المتزوجة من فلسطيني والمقيمة في مدينة يافا، وفي الوقت نفسه الذي كانت أم علي وأخته تبحثان له عن شريكة حياة تناسبه.
من أهم الصفات التي رسمها علي لفتاة أحلامه أن تكون على درجة من التعليم حتى تقوم الزيجة على التكافؤ الفكري بينهما. وهكذا وقع اختياره على سميحة، وزار أهلها في بيروت وتولدت الألفة...