اليوم، ننعى فاطمة حسونة، أو كما نحب أن نناديها: فاطِم.
من فريق يراعات الأدبي،
التي كانت مولعة بالفن والموسيقى،
شاركت في ملحق يراعات، وتركَت بصمتها في كلّ مساحةٍ فنية،
كما تطوّعت في مبادرات ثقافية ومجتمعية،
ضمن حملات القراءة التي أطلقتها المؤسسة.
Fatima Hassouna writes in her final text about her memories with the places that were obliterated:
I have been here many times,
and I always asked myself: Why does he stare like that?
Is he inviting me to sit with him?
Or is he wondering why he is stuck to this wall, while my joints move freely?
Or perhaps his feigned calm is what gives him this patience to stand still?
I don’t know, but I feel as though the whole city rests on his shoulders—or in his hands.
Maybe this cactus is Gaza.
Maybe a cactus really does resemble a city like Gaza, to this extent!
Or perhaps this stillness offers a glimpse of the sea,
the sea that tells every story—up there, just like the sky.
I recently learned that this painting was once human,
but it departed to another life, to become lighter.
Someone chose for it to live on in our hearts,
chose for it to leave us torn by its questions, while we are still alive.
One question has haunted me since then and still does:
Why does a stone choose to stay in the city’s embrace,
while the body departs?
Fatim,
a writer and photographer from the Gaza Strip,
a Multimedia graduate from the University College of Applied Sciences,
a storyteller and photographer for Untold Palestine,
and a creative writing facilitator with Tamer Institute for Community Education. She believed in experience and time. The human experience that gave her the ability to discover art,
and the time that gave her the chance to create the art she always dreamed of.
Fatim said: I only want my name to shine,
and for my art itself to roam the world—even if my body cannot. Today, we mourn Fatima Hassouna—or as we lovingly called her Fatim.
From the Yara’at Literary Team, who was passionate about art and music. She
participated in the Yara’at Supplement, and left her mark in every artistic space.
She also volunteered in cultural and community initiatives, as part of the reading campaigns launched by the institute.
كما نعت منصة "Untold Palestine | فلسطين غير المحكية" المصورة فاطمة حسونة على حسابها الرسمي على موقع انستغرام، فكتبت:
الشهيدة الزميلة فاطمة حسونة،
لقد كانت آخر كلماتك أن نبقي صورك خالدة.
نعدك يا فاطمة أن نحمل صورك، وصوتك، وحكاياتك في كل خطوة.
لقد كنتِ جزءًا من عائلتنا، وتحدياتنا، وأحلامنا، وأحاديثنا.
سنفتقدك كثيرًا
فريق انتولد فلسطين ويُرى
――――――――――
عن المصورة الصحفية فاطمة حسونة:
"أنا فاطمة حسونة، كاتبة ومصورة من شمال قطاع غزة، وخريجة وسائط متعددة من الكلية الجامعية للعلوم التطبيقية.
أعمل مع Untold Palestine كمصورة وStoryteller لتوثيق القصص الإنسانية من غزة، ومع مؤسسة تامر كمُيسّرة كتابة.
عملت سابقًا مع جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني ووكالة Mondoweiss.
شاركت صوري في معارض دولية مثل معرض "غزة حبيبتي" ومعرض "SAFE"، كما نُشرت أعمالي على موقع The Guardian، وتمت مشاركة قصتي على موقع Plan International."
To our colleague, Fatema Hassona,
Your wish was for your photos to live on.
We promise you, Fatema — we’ll hold on to your photos, your voice, and your stories, always.
You were part of our family,in every challenge, dream, and conversation.
We’ll miss you so much
――――――――――
About the photojournalist Fatema Hassona:
"I'm Fatema Hassouna, a storyteller and photographer from northern Gaza, with a degree in Multimedia.
I work with Untold Palestine as a photographer and storyteller, capturing human stories from Gaza.
I also work with the Tamer Institute for Community Education as a storytelling facilitator.
I previously worked with the Palestine Red Crescent Society and Mondoweiss Agency.
My photos have been shown in international exhibitions, including Gaza Habibti and SAFE.
Some of my work has been published by The Guardian, and my story as a photographer from Gaza was featured by Plan International."
ونعى المصورة فاطمة حسونة مئات الأشخاص داخل وخارج غزة
كتبت بيسان عبد الرحيم نتيل على حسابها الشخصي على موقع فيسبوك:
الآن تستطيع الغناء.
وحين نسمع صوت الحساسين في السماء، سأقول لكم:
“هذه فاطمة يا رفاقي، كل هذا الصوت لها وحدها.”
حبيبتي، لا أستطيع تخيّل لقائك مع محمد سامي!
ستجلسان معًا وتتحدثان كثيرًا، وسأقول لك: “وطي صوتك، صوتك عالي كثير!”
ليت كل الأصوات تعلو مثل صوتك، تغني وتضحك،
رغم الوجع المختبئ خلف قلبك.
كما كتبت أمل النخالة على حسابها الشخصي على موقع فيسبوك:
من فترة مضت
بعتت هدول الصور لفاطم في ٢٠١٩
ايام ما اول ما تعرفت عليها
صدفة بصدفة صار الموضوع
ومرة اصورها انا وهي تحكيلي انها بدها تصورني كمان في كل مرة تشوفني فيها، وكل مرة اقلها المرة الجاية عشان اشوفها كمان مرة الواحد بتعز عليه الاماكن بس بتعز عليه اكتر أصحابها، محمد وحليمة وضرغام وفاطم، الله يرحمكم يا رب ، الانسان صار مربوط ربط ، قال انسان قال، فش اله معنى
أنا لله وانا اليه راجعون
وكتب وسيم السيسي على حسابه الشخصي على موقع فيسبوك:
في رثاء من لا نقدر على رثائهم.
فاطمة، أو فاطِم، كما اختارت لنفسها وأحبت أن تُعرف.
لم أخطئ عندما قلت "لا نقدر على رثائهم" ف والله لا أعلم ما أقول، لفاطِم التي منذ أن قابلتها أول مرةٍ في لقاءٍ أدبي لفريق "يراعات" علمتُ أنها ليست شخصاً عادياً، منحتها الثقة في وقتٍ قصير جداً لتساعدني في إدارة الفريق والتجربة حين كنتُ منسقاً للشباب آنذاك، كانت معجونة بالأدب، غريبة الفكر بنحوٍ مختلف، تُبرز شخصيتها القيادية حين الحاجة، وتَبرُزُ طفولتها رغماً عنها في مواقف البراءة.
امتلكت من المفردات والصور التعبيرية في نصوصها ما جعلني أنا وغيري نستمر في قول "الله الله" في كل مقطعٍ من نصوصها، وامتلكت صوتاً ملائكياً فريداً إذا ما غردتِ بهِ لحناً أصبح للمكان هويةً أخرى.
أما عن عينها في الصور، فإني شهدت مراحل ولادة وتطور هذا الجانب في فاطم، منذ بدايته إلى أن وصلت إلى المسار الذي تريد، شهدت بداية علاقتها مع الكاميرا وحبها لمسارات التصوير التي كنا ننظمها في المؤسسة، واهتمامها بكل ما يدور حول الكاميرا، كانت تبدي إعجابها في كل صورة ألتقطها (على الرغم أني لست مصوراً)، ولا أنسى فرحتها التي لا حدود لها، حين استطاعت بجهدٍ جهيد، بعد شهورٍ من العمل، أن تحصل على كاميرتها الخاصة، كأمٍ رزقها الله بمولودٍ بعد حرمانٍ طويل، وبدأت تُظهرُ جانباً إبداعياً آخر على طريقتها.
وصلت إلى حيث تريد، في ظرفٍ لا تريده، حيث عرفها الناس كمصورةٍ في شمال غزة في ظرف الحرب، من الذين نقلوا الحقيقة بفن وأدب وصورة ومشهد.
إلى فاطِم، الفريدة، إلى نقية القلب في عالمٍ مليءٍ في بالشوائب، إلى صاحبة الآمال الكبيرةِ في عالمٍ بحدودٍ ضيقة، انطلقي إلى هناك في السماء، اكتبي نصك للغيوم التي لطالما كتبتِ عنها، غردي بصوتك للطيور لتُطرب، وخذي بعدستك صورةً للعالم، ليس كما هو ولكن كما تحبُ فاطمة أن يكون.
إلى روحٍ وريحان وربٍ راضٍ غير غضبان.
أما محمد القدوة فكتب على حسابه الشخصي على موقع فيسبوك:
كان من المفترض أن يكون بيننا لقاء في عمّان. في شهر سبتمبر من عام ٢٠٢٣. هي في معرض أحلامها، وصورها التي تجوب مدينة غير غزة وذلك المعرض كان الأول لها خارج أسوار المدينة. وأنا في بطولة غرب آسيا - فئة الشباب والرجال- للكاراتيه.
كم ضحكنا حينما تلاقينا في مؤسسة تامر، ومحترف شبابيك، على الحدود، أخرجنا كل النار التي قدحت داخل صدرنا بالضحك
فالحدود لم تسمح لنا بالعبور فيها، لم يأخذ كلانا الموافقة الأمنية.
لو أنّ الحدود سمحت لنا، ربما لن تعرفوا فاطم. لم تكن ستحضر الإبادة حينها. والأهم من كل ذلك، لم يكن أحدًا منّا سيكتب لها الرثاء. لن تُخلّف وصيتها لحيدرة، ولا لموت مدوّي.
لو أن الحدود سمحت، كان موتها سيكون مُشتهى بعيدًا عن منّال سماء مدينتنا. أمهاتنا يخبروننا أن "لو" أداة الشيطان المُثلى للاعتراض على قدر الله. لكنّني استخدمها الآن لأرى فاطم دون موت.
يُخبرونني بأنّهم لم يجدوا قطعا من جسدك، لم يجدوا رأسك. وأنا لم يُخيفني الموضوع كثيرًا، فأنا على يقين أنّه سبق كل جسدك إلى السماء، ليلحق طائراتهم ويغني لهم " عصفور طلّ من الشباك". كم سيزعجهم صوتك، موتك، حتى حياتك.
العزيزة فاطم، تحدثنا خلال الحرب أكثر من مرة، تحدثنا عن حلم اللقاء والتجمع مجددًا، وعن جمال المدينة التي تعرفيها وتعرفنا، وحبّك اللامشروط لها. إن أكثر ما يُزعجني في موتك أنّ الحياة كانت قريبة جدًا منك. أقرب بكثير من ذلك الموت.
فاطم، لا لغة حقيقة للرثاء، ولا معنى له ولا للبلاد دونك، دون صوتك الحنون. وعينك التي تلمع كلما تفتحت على سماء حب جديدة.
لماذا كل هذا الصمت؟
عهدتك منذ أول لقاء بيننا، تُحبين الكلام، لا تعرفين الصمت. تنقلي عبير زهرك بين شتلات أفكارنا، كي تُثبتي معنى الحب داخلنا..
عهدتك صديقة ورفيقة مُثلى.
وعهدنا أن نلتقي ونجتمع ذات يوم، وأنا أنتظرك هذه المرة، لأراك كما اعتدتك، موفية لنا ولعهدك.