كتبت آلاء الحسنات على حسابها الشخصي على موقع فيسبوك:
يقول الخبر : استشهاد المصورة فاطمة حسونة مع عائلتها
يتآكل قلبي كلما تخطف صاروخ صديقاتي واهلي واحبابي
حتى أنني لم أعد أقوَ على الكلام أو التعبير منذ شهرين أو أزيد
لوهلة
كذّبت الخبر .. أنا لا أعتاد الفقد
فاطم قريبا ستكون عروسا جميلة
فاطم تملك من الأحلام الكبيرة التي
لا تحدها أرض ولا سماء
أُسميها الفنانة
مصورة وكاتبة وشاعرة ومبدعة وطموحة وشغوفك ولبقة وأنيقة
اتفقنا على أن نصعد لسطح منزلها نصنع سينما صغيرة نشاهد فيلما يشبهها فهي كفتاة ريفية حالمة وقارئة تعيش في المروج الخضراء هاربة من القرن الثامن عشر فلنقل جودي آبوت أو Ann with E
تقترح علىّ القراءة لمصطفى محمود كما تطرح باستمرار اسماء الروايات والأفلام التي تحمل قيمة
نتشارك شغف المشاهدة وحب السباغيتي سوى أنها فراشة تتنقل بخفة ببن طموحاتها وانجازاتها وأحلامها لم أرَ لها مثيل
أصارحها على كل إنجاز تبشرني به بإعجاب :(بتكبري وبتنضجي بسرعة يا بنت)!
قبل الإبادة بثلاث أشهر تقريبا أرسلت تستشيرني في تدريب من المفترض أن تخوضه في الأردن وحين ذُلِّلت أمامها العقبات وجاء أوان تحقيق حلم السفر أخيراً؛ تأخر التصريح وصدر بعد أن انتهى التدريب
كان كبصق لقمة وصلت للزور تقريبا
لكن فاطمة القناصة قلب نابض بالحياة تعلم كما أعلم أنها تملك لوناً خاصاً في الصور وفي النظر للحياة
ستقتنص الفرصة المناسبة بالتأكيد
اعتقدت انه حتما ستحين اللحظة لأشير باعجاب على المخرجة العظيمة صانعة الأفلام وهي تتلقى جائزة دولية
مهللة بحماسة: هذه صديقتي !
فاطم لا تخضع للتصنيف امرأة وطفلة عاقلة ومخبولة منطفئة أحيانا وشغوفة على الدوام
لديها صوت عذب اعتادت ان تجود به في القرآن كما تدندن به الاغنيات
أحب صوتها ضحكتها وحديثها ونصوصها المصاغة بعناية
تخسر غزة اليوم أنيقة الفكر بديعة الحرف وجميلة الوجه والروح
المصورة الفنانة فاطمة حسونة
وتربح فاطمة رحلة طويلة إلى السماء
وداعاً فاطم
الآن أنا أفقدك وللأبد
توضيح:
استشهدت المصورة "فاطمة حسونة" مع 10 من أفراد عائلتها في قصف إسرائيلي استهدف منزل عائلتها في حي التفاح، شرق مدينة غزة، ليلة الأربعاء 16 أبريل 2025.