رسائل من غزة

أرشيف خاص

ما قبل مجزرة المعمداني

الكاتب

محمد سامي قريقع

المكان

مستشفى المعمداني-غزة

التاريخ

2023-10-14

كتب الصحفي محمد سامي قريقع على حسابه الرسمي على موقع فيسبوك:

مرحبا ..
انا محمد سامي قريقع ، ينادوني الناس محمد سامي او ابو سامي او سامي ..
يوجد داخلي كلام كثير اريد قوله ، يوجد داخلي فعلاً جنوني للمشهد الذي اعيشه حالياً وحديثاً مهم في نقاط كثيرة ..
منذ بداية هذه الحرب كنت احاول ان اغطي الاحداث كلها بشكل شخصي لكي احول مشارك العالم كله بالكثير من هذه الاسئلة
وبدأت ب
ما هو الوطن ؟ ما هو الانتماء ؟ ما هو البيت ؟ ما هو السقف ؟ ما هي الغرفة ؟ ما هي العائلة ؟ ما هو الصديق ؟ ما هو الامان ؟ ما هو الخوف ؟ ما هي الحرب ؟ ما هو القصف ؟
والاسئلة تكثر وتكبر بشكل كبير
اليوم هو اليوم الثاني من نزوحي خارج البيت وموجودون حالياً بمستشفى الاهلي العربي المعروف بالمعمادني ..
اليوم وبعيداً عن عائلتي احمل مسؤولية نقل الاخبار والاحداث التي تحدث داخل المستشفى ، التقطط مجموعة من التفاصيل المؤلمة بعدسة هاتفي ما بين الصورة والفيديو والصوت والكتابة والرسم ..الخ
احول قدر المستطاع ايصال امانة هؤلاء الناس الموجودين داخل المستشفى
يوجد داخل المستشفى مئات العائلة التي تعرضت للتهجير القصري من قبل الاحتلال الاسرائلي من مناطق مختلفة من شمال قطاع غزة حتى الجنوب ،
مئات العائلات يظنون بأن هذه المستشفى هي مكان آمن للجميع وهي مفتوحة لاستقبال المدنيين النازحين من هذه المناطق بعد ان انقطعت بهم السُبل للبحث عن الامان وعدم تعرض حياتهم للخطر ..
قمت بتصوير فيديوهات كثر لتفاصيل المباني الموجودة داخل المستشفى والكنيسة والصليب والاشجار والاطباء والنازحين والاطفال والشيوخ ،
اصبحت محاولتي ناجحة بان اكون شخص مأثر في حياة الناس وواضحة جداً في نقل هذه الصور والاخبار بشكل شخصي وبدون دعم خارجي ..
اليوم انا جمع الكثير من هذه القصص بتقنيات مختلفة
اليوم اصبحت انا الصحفي الذي انقل لهم صورة العالم الخارجي
اليوم اشكل صداقات جديدة مع الجميع وتشكيل حوار كبير جداً ومثمر
اليوم انا احمل مسؤلية الرسالة الداخلية والخارجية عن هؤلاء الابرياء
اليوم احاول ان أطمأن هذه العائلات قدر المستطاع واخبارهم بان هذا المكان آمن..
ولكن…….
قبل قليل تعرض هذا المكان لهجمة همجية من قبل الاحتلال الاسرائيلي وهي ضرب احد المباني الخاص بالمستشفى بشيء اشبه بصاروخ يحمل صوت مخيف ومرعب جداً في واجهته التي يجلس وينام تحتها هؤلاء المدنين ما ادى الى اصابة متوسطة لطفل صغير ليس له اي ذنب وهو في حضن والدته وبين الناس ..
حاول الناس الهروب من البوابة والتوجه نحو الشارع المجهول المظلم
ولكن
حاولت قدر المستطاع انا وكل من يعمل في هذه المستشفى بان نخفف توتر وقلق العائلات وان نخبرهم بأنه شيء صغير لا يؤذي ولكن صوته كبير و بمناشدات عالية تم اخلاء المنطقة المستهدفة ونقلهم الى مكان مجاور اكثر أمناً ..
وعادو مرة اخرى بفعل هذا الشيء ورجعنا مرة اخرى باخبار العائلات نفس الشيء ..
هناك الكثير من الاسئلة اطرحها هنا :
هذه مستشفى مدنية تحتضن المدنيين النازحين لماذا فعلوا بهم هذا الشيء ؟ ماذا فعل لهم هذا الطفل النازح من قصف بيته الى قصفه في المستشفى ؟ هذه المتشفى مكان اثري وتاريجي لماذا فعلوا بها هكذا ؟ هذه المستشفى تشرف عليها دول كبيرة مثل بريطانيا وغيرها ما هي الخطوة الذي سيقدمونها اتجاه هذا الفعل ؟
والسؤال الاهم هل ستعاد هذه الحادثة ؟
هل سيصبح هذا المكان غير امن ؟
شاركوا هذه المنشور وحاولوا ايصاله للدول الاوروبية والى بريطانيا بالاخص قبل الدول العربية لان ردهم اصبح واضحاً اتجاهنا
للتحرك الفوري قبل فوات الاوان …
حاولوا ترجمة هذه الرسالة الانسانية
وساحاول نقل الصورة من جديد

 

توضيح:

بعد 3 أيام من كتابة هذا النص، قامت طائرات الاحتلال بقصف المستشفى المعمداني الذي يعج بالنازحين، ما أدى لاستشهاد أكثر من 500 شخصٍ (بينهم عدد كبير من الأطفال والنساء) وكان من بين الضحايا الصحفي والفنان محمد سامي قريقع.

تاريخ النشر

2023-10-14

شارك